الوعي الفكري والثقافي في الجزائر وانعكاساته على الحركة الوطنية أواخر القرن 19 وبداية القرن 20

Abstract

لقد عرفت الجزائر اواخر العهد العثماني نشاطا ثقافيا لابأس به ،جعلها تحافظ على كيانها القومي ،خاصة التعليم الذي ازدهر نوعا ما من خلال انتشاره في جميع انحاء الجزائر ،إذ التعليم لم يكن من اهتمامات الدولة العثمانية بحيث لم تخصص له اي ميزانية سوى اسهامات فقط نولقد عرف التعليم انذاك ثلاثة اطوار تمثلت في الإبتدائي ، الثانوي والعالي والذي كان يقدم في كل من الكتاتيب القرآنية والمساجد والتي تعتبر ملتقى العامة والقادة بتقديم الإرشادات والمواعظ وبالعمل على إحياء تعاليم الدين الإسلامي وحمايتها من الإندثار .وأما من جانب العوامل الداخلية فشملت السياسة الفرنسية القمعية التي مارستها منذ الوهلة الولى لأجل القضاء على الشعب الجزائري وتخويفه ،لكنها لم تحقق نجاحا وخاصة في مجال التنصير بفعل تمسك الجزائريين بالقرآن واللغة التي تعتبر أكبر محصن لهم وتثبته بدينه ولغته وتراثه اثبت انه على يقين من أمره ودلالة على انتمائه لوطنه وعدم التنازل عن حقوقه مهما كانت الظروف ، وأصبحت هذه السياسة من البوادر المساهمة في اليقظة بشكل واضح وأن هذه السياسة بمثابة الكاشف للجزائريين وانتشار الأفكار الجديدة.وكل هذه المظاهر توحي إلى التعبئة ونشر الثقافة في أوساط الجزائريين والمساهمة في الحفاظ على اللغة العربية من خلال مختلف الأنشطة التي قامت بها من محاضرات وخطب ، والحفاظ على الهوية الإسلامية من خلال الرجوع إلى الدين الإسلامي الصحيح .إن هذا النشاط الفكري الثقافي لم يكن بالمر السهل لأن الإستعمار لم يبق محل مشاهدة فقط امام هذه التغيرات وإنما كانت له ردود فعل تزيد عن سابقتها تمثلت في محاربة النشاط الصحفي ومقاطعة النشاط الجمعوي ،محاربة الواقفين على هذه الأعمال واظطهادهم ، أي محاربة كل ماهي بؤر توتر لها إلا ان هذه الأساليب كان لها فضلا في تفعيل الحركة الوطنية وترسيخ الفكر النهضوي لدى الجزائريين.