السياسة الاستعمارية الفرنسية في شمال إفريقيا وانعكاساتها على البنية الاجتماعية خلال النصف الأول من القرن العشرين

Abstract

إن الأوضاع التي كانت تعيشها دول المغرب - العربي الجزائر.تونس.المغرب نهاية القرن التاسع عشر مكنت فرنسا من استغلالها لصالحها عن طريق توسيع مستعمراتها في المنطقة، حيث قامت بتوسيع منطقة الاستيطان في الجزائر بزيادة عدد المعمرين، إضافة إلى استيلائها على كل من تونس والمغرب الأقصى، وذلك بعدما قضت على سيادتهما بفرض معاهدة باردو.سنة 1881.إن المشاريع الاصلاحية التي جاءت بها فرنسا في الميدان السياسي بهذه - الدول، ما هي في حقيقتها إلا ذر الرماد في العيون، وتحطيم لآمال الأهالي حيث كانت تهدف من ورائها إلى مزيد من السيطرة مرتكزة في ذلك على المقيمين العاميين الذين وظفتهم.هدف المشروع الاستعماري الفرنسي في كل من الجزائر وتونس - والمغرب هو واحد والمتمثل أساسا في تحطيم أسس الثقافة المحلية، والقضاء على مقومات الشخصية الوطنية المتمثلة أساسا في اللغة العربية والدين الاسلامي.لقد تبنت المواقف الوطنية اتجاه السياسة الاستعمارية الفرنسية - شخصيات عديدة أهمها مصالي الحاج وفرحات عباس في الجزائر، وعبد العزيز الثعالبي والحبيب بورقيبة في تونس، وعلال الفاسي وأحمد بلفريج في المغرب الأقصى.كان للاستعمار الفرنسي خلال فترة وجوده بالمنطقة آثار عميقة المدى - وذلك من خلال انتشار الفقر والبطالة والهجرات نحو الخارج، وكذا استفحال الأمراض والأوبئة إضافة إلى الجهل والأمية وانهيار الاقتصاد.اذن في الأخير، ومن وجهة نظرنا الشخصية حول هذا الموضوع الذي تمت دراسته أن سياسة فرنسا رغم ما ألحقته من ضرر وآثار عميقة بهذه المستعمرات، لكنها هي الأخرى لم تكن تخلو من نقاط الضعف، ويظهر ذلك جليا في تحكم المعمرين في قرارات ادارة الاستعمار. كما أن فئة الوطنيين من هذه المستعمرات استطاعت وبفضل حنكتها السياسية التصدي لهذه السياسة الماكرة والخادعة.