الخدمة العسكرية للجزائريين في الجيش الفرنسي1900/1830

Abstract

ان الحملة الفرنسية التي وجهت نحو الجزائر كان هدفها الوحيد احتلال المنطقة وإرجاعها مستعمرة فرنسية ولاشك ان ذلك راجع إلى حقد صليبي دفين ومصالح تريد فرنسا تحقيقها في البحر البيض المتوسط عن طريقها والتي ستكون بمثابة الحل الأنسب والمكان المهم لتحقيق المشروع الإستعماري ،فوصول الفرنسين غلى الجزائر كان نقطة البداية لطمس هوية شعب وتدميره وتجريده من ثقافته والتفرقة بين أبنائه.لكن مايثير العزة في النفس هي رد فعل الجزائرين الذين هبوا يدا واحدة لطرد هذا المعتدي من أرضهم والقيام بثورات أبانت عن قوة وشراسة كبيرتين جعلت المحتل يتيقن بصعوبة احتلال هاته البلاد ولاشك ان أهم مقاومتين ألحقنا خسائر مادية وبشرية هما مقاومتي المير عبد القادر واحمد باي ، حيث سجل التاريخ بطولات لرجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.لقد حقق الإستعمار الفرنسي نتائج مرضية من خلال استغلال الجزائريين كذلك وفرت عملية التجنيد الجهد والمال سواء عن طريق الإغراء او الترهيب ،فقد شكل المجندون دعما قويا للجيش الفرنسي في حروبها منذ تشكيلهم ،حيث أرادت فرنسا التخلص من الطاقات البشرية الشابة في هذا البلد واستخدامهم كدرع دون مراعاة لحياتهم ،ونظرا لما أبانوه من رباطة جأش في حملات فرنسا داخل الجزائر فقد تقرر إرسالهم ومشاركتهم في حملاتها العسكرية في مختلف مناطق العالم.فشكلوا جدارا بشريا للجيوش الفرنسية التي كانت تجعلهم في الصفوف الأمامية لجيشها ،أمام نيران المدافع التي لم تثني من عزبمتهم وقوتهم .أن السلطات الفرنسية عرفت كيف تؤثر على بعض القبائل والعشائر وجعلتها تقف غلى جانبها وتزودها بالجنود وكل هذا كان راجع لوجود مصلحة متبادلة بين الطرفين فقط ،حيث كانت إستراتجية الفرنسيين تقضي بالظفر واستمالة أكبر قدر ممكن من العملاء والخونة من بعض شيوخ وزعماء القبائل لكي يحققوا لها مصالحها ،ولكي يكونوا اداة وعيون لها ضد القبائل التي تمردت عليهم ورفعت لواء الجهاد ضدها.لكن بالرغم من وجود هؤلاء المناوئين والمنطوين تحت لواء سلطة الإحتلال غلا ان الروح القومية لدى بعض الجزائريين الذين كانوا يخدمون المستعمر جعلتهم يفرون من الخدمة ويساندون الثورات التي نادت بطرد المعتدي الفرنسي فهؤلاء تحركت ضمائرهم وأدركوا ان من كانوا يحاربونهم هم إخوانهم في الدين والوطن وبني جلدتهم وهذا ماجعلهم يشمئزون من أنفسهم .