التصوف في بلاد السودان الغربي ( الطريقة القادرية والتيجانية نموذجا ) ق 10-13ه/16-19م

Abstract

إن تغلغل الإسلام في السودان الغربي تمخض عنه انتشار للطرق الصوفية أيضا كالسنوسية والشاذلية ا للعودة بالدين الإسلامي إلى ما كان عليه أيام الصحابة والسلف، ولك والقادرية والتيجانية، والتي سعى أصحا ذلك لم يحصل بالشكل المطلوب نظرا لغلبة التصوف الفلسفي على التصوف السني، كما حاول علماء المتصوفة خاصة في بداية أمر التصوف دعم عملية التواصل العلمي والحضاري بين بلاد المغرب الإسلامي والسودان الغربي.إن للعالم عبد الكريم المغيلي التلمساني الفضل الكبير في نشر وتثبيت الإسلام أولا ثم نشر الفكر ، الصوفي بالسودان الغربي ثانيا، فانتقلت الطريقة القادرية لبلاد السودان الغربي بفضل توات نتيجة قربها ناهيك عن دوره الإصلاحي والعلمي بالمنطقة، فقد تخرج على يديه الكثير من العلماء والمريدين أمثال الشيخ أحمد البكاي.وعليه فإن الدور الذي لعبته هذه الطرق عموما يتجلى في اعتبارها من أهم العوامل التي ساهمت في نشر الإسلام في منطقة السودان الغربي وأقوى دليل على ذلك هو تلك الممالك الإسلامية التي قامت هناك حيث كان لها صلة وثيقة بالطرق الصوفية فقد كان كبار الملوك والسلاطين هناك أمثال عثمان فودي وعمر فوتي من أبرز أقطاب القادرية والتيجانية.تفرعت عن القادرية والتيجانية عدة طرق ما يدل على إقبال سكان السودان الغربي على الزوايا، حيث تخرج الكثير من المشايخ والعلماء الذين كان لهم الفضل الكبير في جلب المريدين إلى هاته الزوايا.ويمكن القول أن العلاقة بين القادرية والتيجانية في بادئ الأمر كانت ودية سلمية،إلا أنها سرعان ما تحولت إلى صراع مسلح نتيجة عدة أسباب، لعل أبرزها اختلافهم في تفسير بعض المسائل الفقهية كالجهاد مثلا، إضافة للطموح والنفوذ السياسي لأصحابها .