البعد الديني في الثورة الجزائرية( 1954م-1962م)

Abstract

إن ما يميز الثورة الجزائرية، أنها ثورة شعبية عالمية، اندلعت من أواسط الشعب لخدمة أهدافه وتحقيق آماله، إذ جاءت كتتويج لثورات المقاومة بعدما استكملت جميع النقائص التي عرفت بها تلك الثورات الشعبية، بعدما تعرضت الجزائر منذ سنة 1830 م إلى حملة فرنسية اتخذت طابعا صليبيا، وبمجرد احتلالها للجزائر عملت فرنسا جاهدة للقضاء على الشخصية العربية الإسلامية للجزائريين، ولإنجاح سياستها عملت على تفويض كل ما يمس بصلة الدين الإسلامي وتهديم المساجد أو تحويلها إلى كنائس فقابلها بذلك رد فعل عنيف من طرف الجزائريين، فأعلنوا الجهاد معتمدين في ذلك على الدين باسم الجهاد في سبيل الله وفي سبيل تحرير الوطن أي أنهم جمعوا بين الدين والوطنية. غير أن فرنسا تفطنت للدور الخطير الذي أصبحت تلعبه الطرق الصوفية والزوايا فتم احتواء هذه الطرق، لكن لم تتمكن 1931 من نزع روح الإسلام بين الجزائريين الذي أدى إلى نمو الوعي الديني والثقافة الإسلامية بظهور جمعية علماء المسلمين الجزائريين عام م، التي اتخذها الشعب المشعل، وقد تواصل تمسك الجزائريين بالإسلام من خلال نصوص ومواثيق تمنح مكانة هامة للإسلام وإقامة دولة ج زائرية ديمقراطية اجتماعية ذات سيادة ضمن إطار المبادئ الإسلامية، ومنذ اندلاع الثورة عملت جبهة التحرير الوطني على توسيع مجال عملها الثوري لمواجهة قوى الاستعمار والإمبريالية .أي أن الثورة ركزت على الطابع الروحي وذلك بنشر حب الجهاد والاستشهاد في سبيل الوطن بين المجاهدين والتخلق بالأخلاق الفاضلة، مما جعل الثورة تأخذ صدى عالي بفضل إيمانها وتضحيات شهدائها ورفع كلمة الحق على الجبال في كل انتصاراتها ليتحقق نصر أول نوفمبر بعد 132 سنة من الزمن بالنصر العظيم واستقلال الجزائر.