عبد الكريم المغيلي وأثره في هدم الكيان اليهودي في توات 790-909ه/1425-1504م

Abstract

الشيخ محمد بن عبد الكريم المغيلي هو احد علماء القرن 15 م فقد اشتهر بعلمه الواسع وعرف عنه اجتهادات وثورات فكرية وإصلاحية، غادر تلمسان ولجأ إلى توات وهناك جلس للتدريس وضاع صيته في كامل الصحراء ويعد واحد من أقطاب الفكر المالكي قي الجزائر نبغ وتبحر فيه فألف واجتهد كان لمذهبه انتشار واسع مما يؤكد على دوره الإصلاحي البارزولقد ترعرع الإمام المغيلي ونشأ في أحضان كوكبة من ابرز علماء الأمة الأجلياء وشيوخها، أوله الشيخ موسى بن يحي المغيلي المازوني وآخره الشيخ عبد الرحمان الثعالبي ووسط هذه البيئة الحافلة بالنشاط المعرفي نشأ الإمام المغيلي مترددا على موطن الدرس معلما ومتعلما..وقد ألف العديد من المؤلفات الفقهية ولقد كان قلمه سيالا وبحرا غزيرا في ميدان التأليف، وهدفه في ذلك الدعوة والإرشاد وتنقية الإسلام من دعوة صريحة لإصلاح الأوضاع الاجتماعية السياسية، وقد سلك المغيلي للتأليف منهج الأنبياء والرسل سواء في تغليب الحكمة والموعظة الحسنة أو في تطبيق الشرع الإسلامي، غير أناكبر باب ألف فيه هو باب الفكر والفلسفة والمنطق.كان دخول الشيخ المغيلي إلى توات هو زمان آخر الدولة المرينية بالمغرب فود توات مهملة مقتصر حكامها على شيوخ بلدانها وقد ظهر فيها الفساد والمنكر.اهتم المغيلي بالفقه ودرسه في العديد من القصور وكان يجمع بين العلم والعمل، وقد اعتمد على العقيدة الإسلامية والتوحيد أولى اهتماماته فقد وقف نفسه لتصحيح عقائد الناس.قد وضعوا اليهود أيديهم على التجارة العابرة للصحراء بنشاطهم وحنكتهم، كما احتكروا صياغة الذهب والفضة والصرافة النقدية والمالية، واحتكوا أيضا بالأعيان والحكام في المدن والقصور كما تمكنوا من ربط علاقات اجتماعية مع السكان المسلمون وقد تدخلوا في شؤون السياسة.بعد نجاح ثورته غادر المغيلي إلى بلاد السودان الغربي قصد الدعوة إلى الله عزوجل، فأثناء محاولته إصلاح القيم والأخلاق جاء خبر مقتل ابنه من طرف اليهود وهذا ما أثر في نفسيته الحقد، وقد رحل إلى توات مرة ثانية من اجل طرد اليهود لكن لم ينجح هذه المرة بسبب توطأ الدولة الوطاسية.لقد كان موقف المغيلي من قضية توات لها أبعاد بالغة الأثر على المستوى المكاني والزماني فقد أدى إجلائهم بعد الحملة أولى على خلق أزمة اقتصادية في المنطقة لكون اليهود هو المحرك الأساسي للتجارة لطبيعة علاقاتهم الخارجية.