أثار الفلسفة على عقائد المسلمین في العصر الوسیط

Abstract

أن الفسلفة الإسلامية خلقة في سلسلة الفكر الإنساني، أخذت وأعطت، تأثرن وأثرت، أخذت عن الفلسفات القديمة ما أخذت ثم أسهمت في تنقيحها وإضافة الجديد إليها، ربطت الفكر الشرقي بالفكر الغربي، وكانت همزة وصل بين الوينان واللاتين، لم تغب عنها الثقافة الهندية والفارسية، وجت في الحصول على عيون الثقافة اليونانية، ولم تغفل أفلاطون ومكان لها أن تغقله ونزعته الروحية قوية واضحة، وكيفية بأن تقربة من نفوس متصوفة الإسلام وفلاسفته، وعنيت بأرسطو عناية خاصة، أحاطت بمؤلفات كهويته كلها، بل أضافت إليها ما ليس منها، وجمعت قدرا من شروحها، كما بعثت الفكر اليهودي من مرقده، ودفعت الفلسفة المسيحية دفعة قوية وانضمت إليها في تغذية رجال النهضة والعصر الحديث، ثم مهدت لما جاء بعدها من فلسفات أخرى.أما ظهور الفلسفة في الغرب الإسلامي الأندلس فله دواع أخرى فوق دواعي وجودها في مدرسة الحكمة بغداد، ودارسيها عن طريق الحرق والقتل والطرد حاربتها القوى الدينية من الفقهاء والقضاة بالتشنيع والتكفير لمن يطالعها أو يدرسها واعتمدت على رجال السياسة لمكافحتها وإحراقها.إن دواعي وجود الفلسفة بالغرب الإسلامي كان له ما يبرره أكثر تبريها بالمشرف العربي، لقد دخلت الفلسفة أو علوم الأوائل كما كانت تدعى لدي الفقهاء، دخلت المشرق بمأمن من غدر السياسة بدارسيها وبمأمن من تعصب الفقهاء وجمودهم كما دعا إليها الطبقة المأمون وشبع دراستها ونقلها والتأليف فيها والسعي في اقناء الأرض للحصول على كتبها، أتاحت له الفرصة لفتح مدرسة الحكمة، وعنت لها المترجمين مهما اختلفت ديانتهم ومللهم.وأرسل الرسل السفراء لجلب الكتب والوسائل من أقاصي البلاد حتى عدت الفلسفة تنافس قضايا هامة على قارعة الطريق وفي الميادين العامة ببغداد من غير حرج وذلك لاحتساب الفلسفة مكانة بين الفقهاء والنابذين لها من علماء السنة.بعد قيام دولة الموحدين بدأت العقول تتحرر و تغير المجال بالنسبة للفلسفة فتهيأ لها عصر من النشاط والإزدهار .