طب المتصوفة في بلاد المغرب الإسلامي ق 6-9ه/12-15م

Abstract

ان مفهوم التصوف العام مع مطلع القرن الثالث هجري التاسع ميلادي - 3 ه/ 9م، قد اخذ منحى اخر في بلاد المشرق الإسلامي، اما في بلاد المغرب الإسلامي قد ظهر في السنة الثالثة للهجرة ومع نهاية القرن السادس للهجرة، الثاني عشر ميلادي، اصبح منتشرا بين الأهالي في بلاد المغرب الإسلامي.لقد تعرضت بلاد المغرب الإسلامي إلى مجموعة من الأزمات و الكوراث تمثلت في أزمات طبيعية - كالقحط والجفاف والفيضانات والزلازل والجراد، أما الجانب الصحي فتجسد في الطاعون الذي يعد من اخطر الأوبئة في العالم، أما الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تنتج عن طريق الإنسان كالحروب والفتنن وكانت نتيجة كل هذه الأوضاع هو ظهور المجاعات و انتشار الخراب والدمار في البلاد وانتشار الأمراض، وبالتالي أدت هذه الأزمات إلى تراجع بلاد المغرب على جميع المستويات خاصة أن أهالي المنطقة كان مصدرهم الأهم والأول في المعيشة يتعلق بالأرض أي الزراعة، وان غابت يتراجع الإنتاج الزراعي وبالتالي يدخل السكان في معاناة واضطرابات وخيمة النتائج .رغم أن طب المتصوفة كانت له مكانة مهمة في المجتمع المغربي والأندلسي بحد سواء في العصر - الوسيط، إلا أن ما يعاب عليه تدخل الخرافات والأساطير، بحيث يستحيل تصديق بعض الروايات. هذا وما تمت الإشارة إليه سابقا أدى في القرن - 9 ه/ 15 م(، إلى ظاهرة إجلال الأولياء من طرف عامة الناس.وعليه فان طب المتصوفة ببلاد الغرب الإسلامي لقي ترحيبا وصدا واسعا من قبل سكان المنطقة، نظرا لما حققه من إنجازات يرجع فيها الفضل إلى هذا النوع الطبي في معالجة مختلف الأزمات، هذا وبالإضافة إلى العديد من الإيجابيات إلى عادت بالمنفعة على المجتمع، إلا أن هذا لم يمنع من ظهور بعض الأساطير حول طب المتصوفة، وأثار جدل واسع وكبير حول ما آثاره من ضجة، كانت لها بعض السلبيات، حسبت ضده، هذا ما يجعل من موضوع دراستنا هذه الباب مفتوح لزيادة معالجة وتحليل البحث بنظرة أكثر عمقا وغوصا في ثنايا طب المتصوفة بالغرب الإسلامي