دراسة شخصية هواري بومدين 1932--1962 م

Abstract

استطاع هواري بومدين المنحدر من ولاية قالمة ببلدية عين الحساينية بدوار بني عدي من اصول ريفية وأسرة بسيطة ان يجعل إسمه خالدا في التاريخ الوطني الجزائري.ومن خلال تتبعنا لمراحل حياة هواري بومدين نلمس مدى تأثير البيئة التي ترعرع فيها والتي ساعدته في تكوين شخصيته وكذلك نشأته الدينية تحت رعاية والديه حيث كان هده عبد الله يقوم بتعليمه القرآن الكريم.أطلق على هواري بومدين عدة اسماء وكنايات منها ما اختاره لنفسه ومنها ما اشتقه البعض له عن هدية اعماله من بين هذه الأسماء : الثائر فايكينغ، كذلك هواري وهي من الأسماء الشائعة في منطقة وهران.كان من أهم معالم شخصية هواري بومدين انضباطه الشديد كان بعيدا عن الترف والبذخ وكان يلتزم بالتوقيت، كما وصفه والده بأنه كان طفلا خجولا وصامتا لكنه كان قارئا ممتازا.التحق هواري بومدين بالتنظيم العسكري خلال الثورة التحريرية وذلك من خلال التدرج في المسؤوليات.عين قائدا عاما لهيئة الأركان العامة لجيش التحرير الوطني في مؤتمر طرابلس 1960 ، برز كشخصية عسكرية في الثورة التحريرية من خلال دوره الفعال في القاعدة الغ ربية وتميز بشجاعته وحسه العميق بالنظام والإنضباط، إلى هان فهمه معنى القيادة وذكائه الخارق كل هذه الصفات مكنته من الصعود في هرم السلم العسكري داخل هيش التحرير الوطني حيث استطاع في ظرف قياسي تكوين هيش قوي قوة وعتادا داخل وخارج الوطن.كانت علاقة هواري بومدين بالحكومة المؤقتة علاقة متوترة وتسببت هذه الخلافات في ازمة سلطة بين العسكريين القدامى والجدد من أهل السلطة إلا أن الخلاف الرئيسي يكمن فيمن له الحق في تسيير الولايات التاريخية فقيادة الأركان العامة ترى بأنها هي المفوضة بتسيير شؤون الداخل من حيث التأطير،التسليح والتموين.كان هواري بومدين من اشد المعارضين لإتفاقية إيفيان حيث اعتبر ان إهراء المفوضات مع فرنسا هو خيانة لمبادئ الثورة وكان متمسك بالكفاح المسلح.كان العقيد هواري بومدين مناضلا وقائدا ممتازا للشع الجزائري ورهلا سياسيا بارزا وسيبقى أحد كبار الثوار الذين عرفهم التاريخ المعاصر .بومدين رهل وطني وثوري إلى ابعد الحدود وهو الرهل الذي لم يخلف شيئا بعد وفاته، كان عظيما قضى عمره كاملا من اهل القضية الوطنية.عرفت الجزائر خلال فترة حكمه اوج وهجها التحرري الثوري وبناء دولة عصرية لا تزول الا بزوال الرجال .