تطور علم الرياضيات في الغرب الإسلامي القرن 2-9 ه/8-15 م

Abstract

مر علم الرياضيات بعدة مراحل في تاريخ العالم الإسلامي حيث انتقل من المشرق إلى الغرب الإسلامي في مدة زمنية تختلف حسب اختلاف الزمان والمكان في العدوتين المغرب والأندلس .كان الغرب الإسلامي متمسك بالعلوم النقلية في القرون الأولى للفتح الإسلامي ولكن سرعان ما تفتحوا على العلوم العقلية وإعطاء حرية مزاولتها خاصة في العهد الأموي بالأندلس ولموحدي أيضا . التطور الذي حدث في الغرب الإسلامي لم يكن من العدم وإنما جاء بعد تضافر عدة عوامل مساعدة على ذلك من بينها جهود حكام بلاد المغرب بتشجيع العلم والمعرفة وأيضا كثرة الرحلات بنوعيها ما أجل الحج او طلب العلم فقط . لعبت الحواضر العلمية دورا كبيرا في استقطاب العلماء من شتى بقاء الأرض سواء من المشرق أو الأندلس لما توفرت عليه من علماء وكتب وعلوم مختلفة صمعها المغاربة وصبغوها بطابع المغربي .تغلغل علم الرياضيات في جميع العلوم الأخرى حيث أصبح لا يمكن لأي فقيه او عالم مهما كان إختصاصه أن يستغني هذا الأخير والدليل على ذلك استعماله من طرف علماء الشريعة في علم الفرائض وأصول الفقه حيث أصبح عنصر أساسي لحساب المواريث الشرعية وحتى في العلوم العقلية الأخرى حيث اعتمدت على علم الرياضيات من اجل الوصول غلى نتائج دقيقة مثل الفلك والفلسفة وعلم الفيزياء والكمياء .أعطى علم الرياضيات صبغة خاصة لمجال العمران حيث استعملت الأشكال الهندسية الجميلة على شكل زخارف متنوعة وأصبح كل عمران يعبر عن المنطقة من حيث العادات والتقاليد الخاصة بها ، ومنه اصبح الزائر للغرب الإسلامي او المشرق الإسلامي يستطيع تميز كل طابع على جهة واستنتاج التوجهات المذهبية الخاصة لكل منطقة فقط عن طريق النظر والملاحظة لهذا العمران .ومما سبق ذكره نقول ان علم الرياضيات في الغرب الإسلامي لم يعطى له الإهتمام الكافي إلا في القرون الأخيرة للعصر الوسيط حيث صب كل الإهتمام بالعلوم النقلية مما ادى إلى قلة الأعمال الرياضية في فترات كثيرة من تاريخ هذه المنطقة وضياع مصنفات كثيرة في هذا المجال لم يعرف مكانها إلى الأن وبقيت مجموعة قليلة يحتفظ بها في المكاتب الوطنية وخاصة في المغرب الأقصى.