المهاجرون الجزائريون الى تونس ودورهم في فترة ما بين 1830-1954 م

Abstract

وفي الاخير ما يمكننا ان نستخلصه من خلال دراستنا وبحثنا في موضوع هجرة الجزائريين الى تونس ودورهم في الفترة ما بين 1830-1954 م هي أن السياسة الفرنسية المطبقة ضد الجزائريين، تعد سببا رئيسيا للهجرة الجزائرية نحو البلاد التونسية، ضف الى ذلك تطبيق السياسة الاستعمارية الفرنسية بأساليبها التعسفية والقمعية حولت حياة الجزائريين الى جحيم فمنهم من وجد نفسه مجبرة على مغادرة التراب الوطنيلم تقتصر الاسباب المؤدية الى هجرة الجزائريين الى تونس عن الاسباب السالفة الذكر اذ تميزت هجرة الجزائريين نحو تونس، بتنوع فئاتها من طلبة وعمال وعلماء وتجار، ولعل ان أسباب ودوافع الهجرة كانت وليدة أسباب داخلية وتأثيرات خارجية، خاصة صدى الجامعة الإسلامية وجامع الزيتونة، الذي يعد سببا علميا وثقافيا يضاف الى جملة الاسباب التي ادت الى هذا النزوح الجزائري نحو تونس. وبطبيعة الحال إذا كان لهذه الهجرة أسباب أدت اليها فلابد ان يكون لها نتائج وتأثيرات على الجانبين الجزائري وتونسي وخاصة الجانب التونسي، حيث ساهمت هجرة الجزائريين الى تونس في تعميق التواصل الفكري والحضاري، ومد الجسور بين البلدين، رغم قيود الاستعمار الفرنسي في الفصل بينهم..لم يقتصر دور النخبة الجزائرية المثقفة على الجانب التأطيري في الحركة الوطنية التونسية بل تجاوزها الى المساهمة في قيام الحياة السياسية التونسية، ونشأتها وتكوينها، بالإضافة الى انشاء العديد من الصحف والاحزاب السياسية وحتى الجمعيات، أمثال عبد العزيز الثعالبي وأحمد توفيق المدني وحسن قلاتي اللذين كانوا السباقين في انشاء الصحف والاحزاب السياسية وغيرهم من ذكرهم التا ريخ ومنهم من لم يسعفهم الحظ في ان يجدوا مكانا لأسمائهم في سجل التاريخ. لقد تعدى دور النخبة الجزائرية المهاجرة في تونس الاعمال المكتبية الحزبية الى المساهمة الفعالة في العمل الجهادي ضد الاستعمار الفرنسي بأقلامهم وصحفهم ونشاطاتهم الحزبية والجمعوية. وفي الأخير، فقد شكلت هجرة الجزائريين الى تونس علاقات فكرية وسياسية بين القطرين نموذجا فريدا في افراز الزعمات والقيادات التي تولت تسير الحركة الفكرية والوطنية في كل من البلدين. بالنظر الى الروابط الاخوية بين الشعبين والتاريخ المشترك لا يمكن ان نسمي الجزائريين الذين هاجروا الى تونس بمهاجرين بل هم تونسيين كأنهم تونسيين في حد ذاتهم ولم ولن يشعروا الجزائريين باختلاف شرائحهم ومكانتهم بالغربة في تونس بلدهم الثاني.