المستشرقون الإسبان ودورهم في كتابة تاريخ الأندلس

Abstract

إن الإستشراق أصبح اسما واسعا يشمل طوائف متعددة تعمل في ميادين الدراسات الشرقية المختلفة، ويكاد يكون الإستشراف علما قائما بذاته له أصوله وفروعه ول مقدماته ونتائجه.ولد الإستشراق وترعرع في أرض فكرية تفتقد إلى التأسيس العلمي الموضوعي، وتسيز الإستشراق منذ بدايته الأولى بنزعة تقوم على احتقار الحضارات الشرقية بصفة عامة كالإسلامية بصفة خاصة.اعتنى المستشرقتين بدراسة التًراث العربي الإسلامي في اسبانيا خلال حكم العرب المسلمين، فقد تركت الأندلس أثرا حضاريا كبريا في الغرب في القرون الوسطى، وذلك لأهميتها وكونها معبرا للإتصال الفكري، وانتقالا للتًراث الحضري العربي الإسلامي إلى أوربا.دور المستشرقتين الاسبان في تقديم خدمات جمة للتًراث العربي الإسلامي الأندلسي، في كثتير من ميادين المعرفة، توثيقا ونشرا ودراسة وترجمة، مما بوأىم مكانة مرموقة في تاريخ الدراسات الاستشراقية الاسبانية التي عنيت بتناول ذلك التًراث الخصيب الذي كا يعد جزءا أساسيا من تاريخ اسبانيا الفكري والأدبي والعلمي محددا من محددات هويتها الثقافية وقد أعانهم على ذلك إطلاعهم الواسع على كنوز ذلك التًراث المتوفرة في عدد من المكتبات الاسبانية المعروفة باحتضانها الآلاف من المخطوطات العربية كالإسلامية في مجالات متنوعة ومتعددة.لقد درس المستشرقتيين الإسبان تاريخ الأندلس السياسي والحضاري بالبحث والدراسة، واتسمت العديد من دراستهم بالعلمية والموضوعية، فصارت كتبهم مرجعا لتاريخ المسلمين في الأندلس، وأصبحت الدراسات الأندلسية موضوعا مهما للدراسات الإستشراقية.ونتمنا أن تكوف هذه الدراسة، وهذا الجهد المتواضع يقدم شيئا من الإضافة للمكتبة الجامعية، وأن يكون مرجعا من مراجع الاستشراق الاسباني والعلاقة بين التًراث الإسلامي والتًراث الأوروبي والعصور الإسلامية والأوروبية الوسيطة والحديثة.