المجتمع التلمساني في العهد الزياني "قراءة في التواكب الإجتماعي والمشارب الثقافية " 633-962 ه/1235-1554 م

Abstract

بالرغم من الأوضاع السياسية المظطربة التي عاشتها مدينة تلمسان بسبب الفتن الداخلية وتواكب العديد من الفئات الإجتماعية وبعض الجاليات خاصة الأندلسية و اليهودية ،إضافة إلى اختلاف وتنع عادات وتقاليد المجتمع التلمساني ،وكذا اشتهارها بمأكولاتها أطباقها الشهية ،التي تركت بصمتها داخل المدينة ، وتميزت ألبستها بالجودة على حسب وضعية فئاتها الإجتماعية .إلا أن كل هذا لم يكن عائقا أمام تقدم وتطور الثقافة في مدينة تلمسان ،وهذا راجع بالدرجة الأولى إلى إعتناء سلاطين الزيانيين بالثقافة والعلم ورعايتهم لمختلف الفنون ،وتشجيع أصحابها على التأليف والإهتمام بالعلم والفقهاء بمنحهم العطايا والهدايا وقربهم إلى بلاطهم وإثراء النشاط العلمي والثقافي بين تلمسان وباقي الحواضر الإسلامية.كما كانت تلمسان قبلة للعلماء والأدباء من المغرب الأوسط وحتى خارج المغرب من الأندلس ،هذا مابين لنا أهمية حاضرة تلمسان والحضوة التي كانت تتميز من قبل هؤلاء كما كان هناك مجموعة من الرحال خصوصا في تأليفهم إضافة غلى الرحلة العلمية ودورها البارز في تكوين العلماء وتوسيع معارفهم وتوطيد الروابط الثقافية والتواصل بين الأوطان والأجيال ، مما أدى إلى ازدهار حركة إنشاء المساجد والمدارس والزوايا والكتاتيب وقد تخرج منها كبار العلماء والفقهاء اللذين ذاع صيتهم في المغرب الإسلامي عامة والمغرب الأوسط خاصة.إلى جانب العلاقات والروابط بين مختلف الأقطار وفي مختلف المجالات ،سواء مع المغرب الأقصى والأدنى والأندلس ،وظهر ذلك جليا من خلال التبادل الثقافي وحركة العلماء بين مختلف الحواضر.