العصبية القبلية والمصلحة الإقتصادية في عهد ملوك الطوائف ق 5 ه/11 م

Abstract

بعد سقوط الخلافة في الأندلس وصلت البلاد إلى أقصى درجات التمزق والانفصال، وتحرك الأقالیم الأندلسیة إلى مناطق نفوذ مستقلة منعزلة یغلب علیها طابع التكتلات العرقیة، وتحركها الأهواء الشخصیة، وقد أدى الوحدة السیاسیة بین مسلمي الأندلس إلى تناثر كیانهم السیاسي الموحد المتمثل في الخلافة الأمویة إلى عدد من الدول والإما ا رت الصغیرة، وهذا ما أدى إلى تر ا خي السلطة فیها، حیث فقد الحكم هیبته وصر ا مته ومن ثم عدم السیطرة على البلاد والعباد.كانت العصبیة التي استشرت بین ملوك الطوائف من أكبر معاول الهدم التي حلت ببلاد الأندلس، إذ أدت تلك الظاهرة الجاهلیة إلى تمزیق المجتمع الأندلسي إلى أشلاء ضعیفة لم تستطع الوقوف في وجه الخطر النصر ا ني، حیث تحول الجهاد والغزو إلى حروب ثأریة ونز ا عات أهلیة لا هدف لها سوى إرضاء الأهواء الشخصیة وتحصیل المنافع المادیة والثأر للقبیلة، حیث أصبح هذا الأمر غایة وحیدة وهدفا مهما عند كثیر من ملوك الطوائف وأتباعهم مما أثر على البلاد وأدخلها في دوامة النز ا ع الداخلي.إن الضعف الذي أصاب بلاد الأندلس جر ا ء الصر ا عات والصدامات بین ملوك الطوائف وما صاحبه من مظاهر مرضیة كالطرف والخلاعة والمجون وموالات النصارى، قد خلف العدید من الآثار والنتائج التي بدت واضحة بحیث لا یمكن تجاهلها أو الإقلال من شأنها، وكانفي مقدمتها التفكك السیاسي الذي أصاب البلاد بعد أن كانت دولة واحدة منظمة ذات سیادة وقوة تنعم بالأمن والطمأنینة وما صاحب ذلك من ازدیاد المد النصر ا ني وانحصار الرقعة الجغر ا فیة للمسلمین إثر سقوط المدن الأندلسیة تباعا الوحدة تلوى الأخرى. نتیجة الضعف العسكري الذي أصاب أهل الأندلس، ویضاف إلى ما سبق تدهور في الحیاة العامة حیث تردت الحالة الأمنیة، وفسدت العلاقات الاجتماعیة وانتشرت الرذائل وشاعت المنكر ا ت وساد الفقر وكثر القلق النفسي بین الناس، كما ضعف الاقتصاد، وكدست الأسواق، وتردت العملة، وارتفعت الأسعار، وغلت أحوال المعیشة.