السياسة الاستعمارية الفرنسية خلال العهد الإمبراطوري في الجزائر 1852 - 1870 م

Abstract

بعد دراستنا لموضوع السياسة الاستعمارية الفرنسية في الجزائر خلال العهد الإمبراطوري 1852-1870 م، كان لنا أن تطرقنا إلى مجموعة من الاستنتاجات والقراءات لهذه السياسة التي اختلفت باختلاف المكان والزمان فبداية من انتهاء ملكية لويس فيليب وقيام الجمهورية الثانية مطلع عام 1848 م، ثم انتهاء هذه الأخيرة لتحل محلها الإمبراطورية الثانية بزعامة نابليون بونابرت الثالث أوائل عام 1852 م الذي تحكم في أقدار فرنسا 1870 م، وكانت أهم هذه الاستنتاجات ما يلي:يتضح لنا أن نابليون بونابرت عمل على كسب ولاء الأهالي والمعمرين في آن واحد من خلال فكرة المملكة العربية أو ما يسمى الإدماج. - في هذه المرحلة استرجع العسكريون نفوذهم بقيادة الحاكم العام راندون والتي امتدت فترته م1852 إلى 1858 م والذي شهدت فترة حكمه توسع في حركة الاستيطان وتشجيع الهجرة الأوروبية إلى الجزائر وظهور الشركات الرأسمالية من أجل الاستيطان، واغتصاب الأراضي إضافة إلى تطور المكاتب العربية وتقوية أجهزتها الإدا رية. إلغاء نابليون الثالث الحكم العسكري بالجزائر وإنشاء وزارة الجزائر والمستعمرات وكان ذلك يوم 24 جوان 1858 م.نجد أن نابليون قام بتعيين بيسلي الذي أعاد النظام العسكري وكان قد نهج نفس مسلك راندون بخصوص مصادرة الأراضي وتهجير العناصر الأوروبية والذي قابله موقف مستشاري نابليون من بينهم إسماعيل أوربان الذي كان له دور في تغيير سياسة نابليون من خلال فكرة سياسة المملكة العربية. تعيين ماكماهون خلفا لبيسلي في سبتمبر 1864 م. نستنتج بأن نابليون الثالث كانت لديه مشاريع كبرى من أجل السيطرة على الوضع بالجزائر ومن هذه المشاريع نجد المملكة العربية، ثم مشروع سيناتوس كونسيلت 1863 م ثم يليه مشروع سيناتوس كونسيلت 1865 م، وكل هذه المشاريع كان لها أهداف تصب في مصلحته وفي مصلحة المشروع الاستعماري. نستنتج أيضا بأنه كان هناك ردود فعل لهذه السياسة منذ بدايتها فنجد ردود فعل الأهالي من جهة على غرار الثورات والهجرة ومن جهة أخرى نجد ردود فعل المعمرين التي تمثلت في عرائض ومواقف لعل أبرزها ردود فعل على مشروع المملكة العربية والقوانين الأخرى. انتهت سياسة نابليون الثالث بعد وقوعه في معركة سيدان على يد الألمان وتظهر ما يسمى بالجمهورية الثالثة.