التواجد الفرنسي في تونس من عهد الأمان إلى نهاية الحرب العالمية الأولى 1875 م- 1918 م

Abstract

من خلال دراستنا لموضوع التواجد الفرنسي في تونس من عهد الأمان إلى نهاية الحرب العالمية الأولى خلصنا إلى نتائج نجملها في الفقرات التالية:بدأت تونس في أوائل القرن 19 م تستيقظ متدرجة في طريق النهضة العربية، وكان يربطها بالدولة العثمانية مجرد روابط روحية فبادرت بالتحرر من هذه القيود بعدما اعترفت الدول الأوروبية كفرنسا وانجلترا باستقلالها وعقدت معها عدة معاهدات واتفاقيات، فاتجهت همة أمرائها إلى إدخال . إصلاحات على مرافق البلادإسراف الباي ووزيره الأكبر أوقع الإيالة في أزمة مالية كبيرة جدا لم تنقذها إلا بتشكيل لجنة مالية مختلطة )كوميسيون مالي( لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لكن ذلك أوقع البلاد في أزمة أكبر وهي التدخل الأجنبي في أمور الدولة وبالخصوص فرنسا التي كان لها الدور الواضح في إضعاف موقف الباي والضغط عليه الذي أعطاهم فرصة للتخطيط من أجل السيطرة على البلاد.كما ساندت اضراب طلبة الزيتونة 1910 م وهو موقف ينسجم مع التوجهات المألوفة للحركة ويدل على وعي قادة الحركة وأصبح لديهم الحس الوطني لمجابهة المستعمر بكل حزم، كما كان لها دور في الحملة المنددة بالغزو الإيطالي لطرابلس بل وأنها ساهمت في اندلاع التحركات الجماهرية بصفة غير مباشرة مثلما حدث في واقعة الزلاج 1911 م أو بصفة مباشرة عندما أصرت هذه الحركة مقاطعة الترامواي 1912 م كأسلوب من أساليب الصراع العسكري، لكنها تعرضت إلى هزات استعمارية عنيفة أدت إلى قمع الحركة ونفي البارزين من أعضائها الذين واصلوا نشاطهم السياسي بالخارج، وبهذا لم يذهب عمل هذه النخبة جزافا فقد التف حولها الشعب التونسي، ودفعت بفرنسا أن تعيد النظر في سياستها الاستعمارية. بمجرد اندلاع الحرب العالمية الأولى شرعت السلطات الفرنسية بتجنيد مكثف للتونسيين إلزاما وبإجراءات تعسفية، ليعيش التونسيون الحرب سواء كانوا في جبهات القتال في أوروبا وفرنسا أو في المعامل الفرنسية من أجل خدمة المجهود الحربي. مساهمة الحرب العالمية الأولى في تطور النشاط السياسي مما أدى إلى تبلور الحركة الوطنية التونسية وانتشار الوعي الوطني.