التاريخ السياسي للأندلس في كتابات حسين مؤنس

Abstract

نستنتج مما سبق أن للأندلس مكانة تاريخية حضارية جعلتها تحظى باهتمام المؤرخين والباحثين بالكتابة عنها، كوا تمثل البلد الإسلامي الوحيد الذي نستطيع أن نكتب عن تراثه ونحن مطمئنون، فهذا البلد ولد سياسيا وعاش سياسيا بين أعييننا ونحن نعلم كل ما جرى من أحداث وفتوح حضارية وتفاعل العلاقات السياسية والاجتماعية والثقافية فيه، فإذا أردنا أن نكتب عن تراثه الحضاري استطعنا ذلك، فكل شي عن الأندلس بين أيدينا من تراثها السياسي الاجتماعي والحضاري .أما الميزة الثانية التي رفعت من مكانة الأندلس الإبداع في جوانبها الحضارية، ووسعوا من رقعة هذه الحضارة، ومدوا من بساطها، وكانوا بذلك يتحفون إذا انشئوا أو صنعوا، فأتوا في هذا وذاك بما لم تأتي به الأوائل.وفي ميدان التحقيق اخرج طائفة من الكتب استهلها بتحقيق كتاب رياض النفوس، واسهم في مجال الترجمة عن اللغات، وكان يجيد اللغات الفرنسية والانجليزية والاسبانية والألمانية، فترجم كتاب تاريخ الفكر الأندلسي لأنخيل جنثالث عن الاسبانية والكتاب موسوعة في الأدب الأندلسي. ولم يكن مؤنس مؤرخا فحسب بل أديبا موهوبا صاحب بيان وأسلوب، ولو تفرغ للأدب لكان له شأن كبير إلى جانب ذلك، كان له نشاط واسع في الصحافة بدأ منذ عهد مبكر أيام تخرجه من الجامعة،بالإضافة إلى بحوث عملية التي نشرها في مجلات متخصصة. وكتاب فجر الأندلس ثمرة لتلك الدراسات الأكاديمية الصارمة التي أنجزها حسين مؤنس في ميدان مساره العلمي، ولا يزال هذا الكتاب لما احتواه من مادة علمية هامة وشاملة يكتسي أهمية بالغة في ميدان البحث التاريخي والدراسات الأندلسية في العصر الحديث، فهو يدرس المرحلة المبكرة من تاريخ الأندلس والتي وصفها مؤنس "بالفجر"، وإشكالية الدراسة هي إزالة الغموض الذي يكتنف هذه المرحلة التاريخية وانتشالها من طي الغموض، وهذا الكتاب كتبه على أساس منهج علمي واقعي ومتكامل بعيدا عن الأسطورة والتزييف، فقد قسم المؤلف كتابه هذا إلى عناصر وهي: - اسبانيا القوطية –فتح المغرب – فتح الأندلس – عصر الولاة، وهذه العناصر تمثل وحدات زمنية لمحتوى الكتاب.