الأمير عبد المالك ا لجزائري ودوره في المقاومة المغربية1914-1924م

Abstract

شهد المغرب الأقصى في مطلع القرن العشرين تكالبا أوروبيا استعماريا من أجل تحقي المطامع المتنوعة فيه، حيث عرف المغرب في هذه الفترة علاقات مع هذه الدول في ميدان الاقتصادي والتي كانت عبارة عن امتيازات مما أدى هذا إلى تنافس استعماري فيما بينها، نتج عنه توتر في العلاقات الدولية من أجل الحصول على أكبر نصيب من المستعمرات. وقد تميز المغرب الأقصى في عهد كل من السلطانين عبد العزيز وعبد الحفيظ بالضعف العسكري والسياسي والاقتصادي، الذي شكل واقعا خاصا للمغرب، ومنح فرصة للتدخل الأجنبي في شؤونه الداخلية، والتي انتهت بفرض الحماية المزدوجة )الفرنسية، الإسبانية( التي كان لابد ألا يقبلها الشعب، وكانت ردة فعله عليها في شكل مقاومات الشعبية.ولد الأمير عبد المالك في المشرق وكبر هناك، واستطاع أن يحق إنجازات كبيرة ومهمة من خلال شخصية وتفوقه إضافة إلى إتقانه للغات )عربية، فرنسية، تركية( مكنته من الالتحاق بالجيش العثماني وحص وله على رتبة مقدم، واستطاع أن يكسب ثقة السلطان ومحبته له.إن طموح عبد المالك السياسي وعداوته العميقة لفرنسا وتعاونه مع أخيه الأمير علي ا وبن أخيه الأمير خالد، هذا كله يبرز دمج نضاله في المغرب في إطار نضال الجزائري ضد فرنسا. على الرغم من أن الأمير عبد المالك لم يكن زعيما قبليا ولم يكن ببلده ودائرة معارفه، فإنه تميز بالشجاعة والطموح والخبرة، حيث قادة مقاومة على أرض غير أرضه، ومع ذلك استطاع قيادة جيوش والسيطرة عليها، ذلك أنه كان يمتلك مؤهلات وقدرات جعلته يمتلك كاريزما حقيقية، فقد اقتحم العمل الثوري واحتك ببيئة جديدة واستطاع التأقلم معها. لقد شهد الريف المغربي حركات ضخمة ضد الاحتلال الفرنسي والاسباني منها ثورة عبد الكريم الخطابي وتزامنها مع السنوات الأخيرة لحركة الأمير عبد المالك، فكانت لهما مواقف اختلفت حسب الظروف، فتارة تكون علاقة تعاون وتارة أخرى تتحول إلى اصطدام، بسبب اختلاف وجهات النظر بين قتال فرنسا أو قتال إسبانيامهما كانت النتائج المتوصل إليها، فإنها لا تضع حدا لتطور البحث، كما أنها ليست نهائية مادام البحث يتطور باستمرار ويبقى عملي هذا مساهمة متواضعة في ميدان البحث من زاوية أخرى، أو هو بداية لبحث علمي لا يزال يحتاج إلى جهد ليكون أكثر نضجا، وبذلك يبقى موضوع الأمير عبد المالك مجالا خصبا يغري الدارسين فقراءتي لازالت قاصرة عن إدراك كل الحقائ المتعلقة بهذه الشخصية.