الإدارة الأهلية ودورها في تثبيت الإحتلال الفرنسي 1844-1870

Abstract

بعد العرض والتحليل لموضوع الإدارة الأهلية ودورها في تثبيت الاحتلال الفرنسي من وصلنا إلى مجموعة من الاستنتاجات كانت حوصلة للموضوع، والتي يمكن اختصارها في النقاط التالية:تعددت التجارب الفرنسية منذ بداية الاحتلال للجزائر من أجل تثبيت وجودها وسيطر على البلاد، وتمثل ذلك بداية من خلال دراسة اتمع والتعرف عليه من خلال معرفة عادات وتقاليد وأهم مقومات هذا اتمع، وما هي أهم الركائز التي من خلالها تسهل سيطرا؟ ولكن نجد تجربتها الأولى فشلت وهذا طبيعي نظرا لأن التواجد الفرنسي لا يزال حديثا وبدايته هذا من جهة ومن جهة أخرى الصعوبة التي واجهها المستعمر والمتمثلة في رد فعل الشعب الجزائري،والذي تجسد في المقاومات الشعبية التي انتشرت على المستوى ونتيجة لهذا القرار تم إنشاء المكتب العربي كأول مؤسسة إدارية عسكرية فرنسية التي لعبت دورا كبيرا في محاولة هدم بنى اتمع الجزائري، وكانت هذه المكاتب أول وسيط فرنسي في الجزائر للإدارة شؤون الأهالي، وفي الأخير تمثل هذا في أهم أهدافه، أما مهامه فكانت كثيرة وتمثلت أهمها في جمع المعلومات وتجسس على القبائل وجمع الضرائب وغيرها من الأهداف التي تعددت وعملت على تثبيت الوجود الفرنسي والسيطرة الاستعمارية. كما كان دور المكتب العربي هو إخضاع الأهالي وقمع الثورات إحداث الصراعات داخل القبائل والعمل على الحط من قيمة الزعامات الأهلية وزعزعة ثقتها، وأيضا مراقبة الزوايا و رجال الدين. .لقد ساهم المكتب العربي في التفرقة بين الجزائريين وتحطيم سبل المقاومة الشعبية لتجسيد مشروعهم الاستعماري، بعد السيطرة على الوضع الاجتماعي باستغلال القبليات في تفكيك وحدة الشعب الجزائري. رغم أن المكاتب العربية لها دور فعال في تسهيل عملية السيطرة الاستعمارية الفرنسية على الجزائر، إلا أننا نجدها لم تطبق إلا بعد محاولات عديدة ومختلفة، إلا أنه يبقى النظام الذي مكنفرنسا من السيطرة على الجزائريين والتحكم في القبائل من منطلق المبدأ الأول الذي تم اعتماده من قبل بيجو وهو "حكم العرب بالعرب"، أي يمكن أن نقول أن نظام المكاتب العربية حول الاحتلال من احتلال ذو صفة عسكرية إلى احتلال ذو صفة استيطانية.