أزمة حركة انتصار للحريات الديمقراطية ودو رها في ميلاد جبهةالتحرير الوطني1946-1954 م

Abstract

لقد اكتسب حزب الشعب الجزائري الساحة السياسية بفعل أفكاره ومواقفه ’حيث وضع فكرة تحرير الشعب الجزائري ,فرسخ مبدأ التضحية لدى مناضليه,وتبرز قوته المرجعية في انها سمحت له بتكوين امتداد شعبي واسع وتأييد جماهيري كبير شكل له القاعدة الأساسية لأنطلاقة نشاطه .- بروز شخصية فرحات عباس كأحد زعماء الحركة الوطنية بعمله السياسي والإعلامي بعد اعتقال مصالي والبشير الإبراهيمي ووفاة ابن باديس ,حيث اغتنم فرصة نزول الحلفاء ارض الجزائر ووجه لهم مذكرة تطالبهم بحرية تقرير المصير للشعب الجزائري ,وضرورة إجراء إصلاحات شاملة.دعوة فرحات عباس أطياف الحركة الوطنية في لقاء جامع لتوحيد مطالب جميع الجزائرين ,وهذا ما تحقق في بيان 10 فيفري 1943 الذي أدان الإستعمار وكان ينادي بضرورة القضاء عليه.تعتير مجازر 8 ماي الحد الفاصل بين العمل السياسي والعمل المسلح ,بحيث تأكد للمناضلين بأن ما أخذ بالقوة لا يسترجع إلا بمثلها ,خاصة بعد الحصيلة الثقيلة التي خلفت 45 ألف شهيد , وكانت هذه المجازر نقطة انطلاق العمل المسلح نحو تحقيق الإستقلال التام . تكوين تنظيم عسكري متمثل في الجناح العسكري لحركة انتصار للحريات الديمقراطية وهو المنظمة الخاصة التي انبثقت في المؤتمر الذي نظمته الحركة في فيفري 1947 ,وكلفت بمهمة الإعداد والتأطير والتدريب العسكري للتحضير للثورة.لقد عرفت حركة انتصار للحريات الديمقراطية منذ نشأتها وتطورها عدة أزمات نجد منها الصراع بين الدكتور أمين الدباغين ومصالي الحاج حول التوجهات الجديدة للحركة التي انحرفت عن أهم مبدأ لها وهو اعتماد الكفاح المسلح كأسلوب للتحرر والإستقلال ,بالإضافة إلى الأزمة البربرية التي نجد أن لها جذور عميقة عند دخول المحتل الفرنسي إلى أرض الجزائر ،وهي ايست وليدة فترة الأربعينيات بل إلى أبعد من ذلك.جسد تأسيس اللجنة الثورية للوحدة والعمل في 23 مارس 1954 هي استمرارية الفكر الثوري الإستقلالي لدى مناضلي حركة انتصار الحريات الديمقراطية . لقد انبثقت عن هذه اللجنة الإجتماع التاريخي لمجموعة ال 22 الذي كان بمنزل إلياس دريش ,والذي تم من خلاله الإتفاق على مبدأ تفجير الثورة بحيث كلفت لجنة الست بتنفيذ ذلك وإبلاغ الوفد الخارجي . عملت لجنة الست على تحرير بيان أول نوفمبر 1954 الذي أدى إلى ميلاد حزب جبهة التحرير الوطني وإعلان الثورة المسلحة في الفاتح نوفمبر 1954 ,حيث علا صوت الإستقلال فوق كل المطالب واحتضن الشعب الثورة وأمدها بالنفس والنفيس