التنظيم السياسي والعسكري للثورة الجزائرية (1954-1958)

Abstract

تكمن قوة الثورة بوجهيها السياسي والعسكري في أصالة الانطلاقة التي رسمت بصورة واضحة الهدف والغاية، والتي ظل ينشدها الشعب الجزائري منذ بداية الاحتلال ، فعدالة القضية الجزائرية وإيمان جيش التحرير الوطني بالمسعى ذلل الصعاب وهون عليه كل بذل وإن كان كبيرا، حيث فاقت التضحيات كل وصف وتخيل فشملت كل فئات المجتمع، وبعد عملية البحث والتقصي حول موضوع التنظيم السياسي والعسكري للثورة خلال الفترة الممتدة من سنة 1945 وإلى غاية 1958 توصلنا إلي مجموعة من الاستنتاجات تتلخص في : - أن اندلاع الثورة لم يكن اعتباطيا ،وإنما تتويجا لتضحيات جسام بذلها الشعب الجزائري من أجل الحصول على الحرية ، فلقد وجدت الطليعة الثورية نفسها أمام قرار حاسم ، وذلك من خلال التمرد على الشرعية السياسية والانتقال إلى الكفاح المسلح، فالتجربة القاسية التي مرت بها الحركة الوطنية ، لقنتها دروسا استنتجت من خلالها أن كفاحها بات عقيما ، وأن ما أخذ بالقوة لا يسترجع إلا بها, وهو ما أدى إلى انتقال الأفكار التحررية من المستوى الفكري إلى مستوى التطبيق المباشر، وقد لعبت المنظمة الخاصة دورا كبيرا في هذه المرحلة الانتقالية، والتي كانت النواة الأساسية لبداية العمل العسكري حيث ورث عنها جيش التحرير الوطني قواعد وأسس التنظيم العسكري.