المدارس ودورها الفكري بالمغرب الأوسط خلال القرنين الثامن والتاسع الهجريين (14م-15م ).

Abstract

كانت الحالة السیاسیة للدولة الزیانیة في أغلب فتراتھا متمیزة بالاضطراب، إذ كانت الدولة المحاصرة بھجمات الدولة الحفصیة من الشرق وھجمات الدولة المرینیة من الغرب تارة أخرى، إضافة إلى الفتن الداخلیة التي لا تكاد تنطفئ حتى تشتعل مرة أخرى نظرا للتنافس على العرش الذي كان قائما بین أفراد الأسرة الحاكمة، وعلى الرغم من ھذه الأحداث إلا أن الحركة العلمیة كانت نشطة جدا، وقد تضافرت جملة من الأسباب استطاعت أن تقف في وجھ الحالیة المتردیة، فملوك الدولة الزیانیة رغم تنافسھم على السلطة، و انشغالھم بالحروب ومواجھة الفتن الداخلیة، فإنھم لم یعدموا من اھتمامھم بالعلم وأھلھ و إعطائھ المكانة السامیة التي یستحقھا، وحرصھم على جلب العلماء إلى بلادھم، والاعتناء بشؤون حیاتھم و توفیر سبل الراحة والأمن لھم، فكانوا یستشیرونھم ویسندون لھم المھمات الدبلوماسیة التي كانت بینھم وبین سلاطین الدول الأخرى، وذالك یعود إلى ما امتاز بھ علماء ھذه الفترة من الصلاح والعلم و القدرة على القیام بالمھمات أحسن قیام.