موقف علماء المغرب الإسلامي من الصراع الإسلامي المسيحي بالأندلس من القرن( 06 ه/ 12 م إلى القرن 09 ه/ 15م)

Abstract

بعد قيامنا بدراسة موقف علماء المغرب الإسلامي من الصراع الإسلامي المسيحي بالأندلس خلال الفترة الممتدة ما بين القرن 6ه/ 12 م و القرن 9ه/ 15 م ، وتتبع فصول هذا الصراع وانعكاساته وموقف العلماء منه ، خلصنا إلى النتائج التالية: 01 )شهد القرن 5ه/ 11 م في الأندلس إنحلال سياسي تام ،وتفككت وحدة البلاد الإسلامية من خلال ظهور الدويلات الطائفية العربية والبربرية والصقلبية ،واتسمت العلاقات بين ملوك الطوائف بالعداء ، مما أدى إلى ضعف المسلمين في المنطقة ، في مقابل ذلك عمل النصارى على ترسيخ الوحدة بينهم لتحقيق أهدافهم الوطنية والدينية. 02 ) يعد تدخل المرابطين في الأحداث التي شهدها الأندلس بداية من النصف الثاني من القرن الخامس الهجري ، مرحلة جديدة من تاريخ هذه المنطقة، حيث وحدت الأندلس ، وأزالت دول الطوائف، فغدت بذلك الأندلس ولاية تابعة للجبهة المغربية ،إلى جانب هذا حققت إنتصارات باهرة في عدة معارك نذكر منها: معركة الزلاقة سنة 479 ه، ومعركة إقليش سنة 501 ه. 03 ) وحين إنقرضت دولة المرابطين من الوجود بقيام الدولة الموحدية ،وأخذت هذه تفرض وجودها في المنطقة ، وتظهر نية جازمة للنهوض بمهام الجهاد في الأندلس ، حيث استطاعت أن ترد هجمات النصارى على القواعد الإسلامية بالأندلس، وحققت العديد من الإنتصارات نذكر منها :معركة الأرك سنة 591 ه، وبعد هذا الإنتصار العظيم لم يلبث المسلمون فترة قصيرة حتى تمت هزيمتهم في موقعة العقاب سنة 609 ه، وفي ظل هذه الهزيمة توفي محمد الناصر في شعبان 610 ه/ 1213 م،وبعد وفاته بدأ يدب الضعف في صفوف البيت الموحدي، وانعكس ذلك على الأندلس ، فبدأت تصفية ما بقي للمسلمين في خلال بقية العصر الموحدي ولم تبق إلا مملكة غرناطة.