مفهوم الشعرية في النقد العربي القديم

Abstract

تطور مفهوم الشعرية في النقد العربي القديم وارتبط بجوانب إبداعية من خلال ظهور الشعر وما فيه من معيار الصورة العليا والكمال الأدبي ليتحول هذا المفهوم المتكامل إلى نموذج نقدي عبر البناء الفني والأسلوبي للقصيدة العربية، وهذا ما قامت عليه مفاهيم الشعرية العربية داخل الخطاب النقدي بين الوزن والقافية والحفاظ على عمود الشعر. النقد الأدبي له جذور متأصلة في التراث العربي من خلال التعمق في المسائل الشعرية لاكتساب هذا الأخير مبلغ الفطنة والدربة السليمة في إبداع الشعر، فمن خلال البحث القائم في هذا المجال نلاحظ أنّ النقاد العرب القدامى انقسموا لفئتين الأولى نقدت الشعر على أساس الذوق الأدبي العربي الخالص وطبعه والثقافة السليمة من الشوائب الخارجية؛ وأما الفئة الثانية مزج بين الثقافتين العربية والغربية وهذا ما أعطى التوسع في مجال الفكر النقدي للشعرية. إن فكرة التحول التي مست العقلية العربية، ولدت أزمة الخروج عن الموروث الشعري والنقدي، فهذا واضح منذ مدرسة (أبي تمام، المتنبي، والمعري )إلى العصور الموالية الموشحات والبديعيات، لتواصل القصيدة العربية في التحول من الرومانسية إلى قصيدة التفعيلة وصولا إلى قصيدة النثر، وهذا التغير هو كسر بنية الثابت وبروز شعرية عربية جديدة تحكمها الخروج عن النقد العربي القديم وقوانينه الصارمة في قراءة الشعر.