تطور نظام التعويض في المسؤولية المدنية

Abstract

إن فكرت التعويض تطورت عبر الزمن ، فبعد أن كان من يسبب ضررا يتم الإنتقام منه، قيدت هذه العقوبة وأصبحت قصاصا، وبعد أن تهذبت النفوس أصبح يمكن تخيي ر المثضرر بين القصاص أو العفو و طلب الدية، ثم إنفصلت العقوبة عن التعويض، وأصبح التعويض جزاء يترتب عند قيام المسؤولية الشخصية، ولما تضاعفت فئات المتضررين بدأ القضاء وفقهاء القانون بتطوي قواعد المسؤولية المدنية، لاسيما من خلال تسقيف التعويض، وجعل ركن الخطأ مفترض، وتطور نظام التعويض إلى غاية التخلي عن ركن الخطأ ، و الإكتفاء بركن الضرر وفق نظريات المسؤولية الموضوعية ، وأصبح الضرر كافي لطلب التعويض، وتدعم هذا النظام بالتأمين الإقتصادي ، غير أن هذا لم يعد كافيا، فتطور نظام التعويض إلى ضمان الدولة للتعويض عن طريق تنظيم التضامن الجماعي، من خلال التامين ا لإجتماعي، وتدخلت الدولة بصفة مباشرة وأساسية، أو إحتياطية لضمان الحق في التعويض لكل من تضرر .