مكونات الخطاب الرحلي في رواية جزائري في الأندلس لسفيان مقنين

Abstract

يمكننا القول بأن أدب الرحلة هو عبارة عن مجموعة من الثار الأدبية التي يصور فيها الرحال ما صادفه من أمور أثناء رحلته، فكانت كتب الرحلات من اهم وأوثق المصادر التاريخية، والجغرافية والاجتماعية، لأن الرحالة يستقي مختلف المعلومات من مشاهدات عينية، والتصوير المباشر، فكان أدب الرحلة فنا يجمع بين المتعة والفائدة، ولأن الرحالة ينقل من خلال رحلته كل ما سمعه ووقع على بصره، كان هذا الأدب سجلا حقيقيا لمختلف المعلومات، يستخدمه كل عالم حسب مجال عمله، لذلك تعددت تسم ياته أدب جغرافي، استكشافي، اسفنجي، أما خصائص كتاباته فمن الناحية الأسلوبية نجد أنه يتنوع أسلوبه من سرد قصصي، ووصفا دقيقا للمشاهدات المختلفة، بالإضافة الى تزويد رحلته بالعديد من الظواهر البلاغية كالسجع والطباق والجناس والمقابلة... بطريقة مسترسلة بعيدة عن التكلف وكل ذلك في قالب نثري . كما يعد أدب الرحلات مصدرا هاما للدراسات وخصوصا بالنسبة للعرب، فما خلفوه من كتب شكلت أندر وأثرى المكتبات التي تحوي التسلية والمنفعة في آن واحد، فهؤلاء الرحالة وإن ماتوا جسديا الا أنهم أحياء بمؤلفاتهم التي بقيت متداولة لغاية يومنا هذا، كما سجل الروائي "سفيان مقنين" العديد من المعلومات التاريخية والثقافية التي حواها هذا المؤلف في مدونة تحت عنوان " جزائري في الأندلس" بلغت رحلته عشرة أيام في "اسبانيا" والتي كانت منتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي تضمنت روايته » تجارب في الأدب والرحلة « ، إذ نجده يقدم لمحة تاريخية عن هذه الحضارة الأ ثرية المنسية من طرف العالم العربي، كان يأمل من رحلته هذه وصل ماضي المنطقة بحاضرها والاطلاع على من بقي فيها من آثار عريقة تشهد بأصالة "الأندلس"، والتي كانت موضوع حديث العديد من الرحالين، اذ نقل لنا الروائي "سفيان مقنين" العديد من العناصر الثقافية والدينية والفكرية، وذلك من خلال ما شاهده من مظاهر وعادات وتقاليد، ومعالم أثرية ميزت " الأندلس" عن غيرها فسبب اختياره ل" اسبانيا" حديثا و"الأندلس " قديما لم يكن مجرد صدفة، بل لغاية توعوية وتحسيسية التي كان الهدف منها التعريف بحضارة الأسلاف.