شعر السجون في الادب الجزائري الحديث "ديوان اللهب المقدس لمفدي زكريا أنموذجا"

Abstract

الشعر بحر عميق مليء بالأسرار، محاط بغموض يدفع متأمله إلى الغوص فيه لإكتشاف ما بقاعه، أحجية تستفز القارئ، فضاء واسع يحمل مكنونات الشاعر المتولدة عن مثير ما، وقد عرف شعر السجون على أنه ثمرة معاناة الشاعر في غياهب السجن، محملا بأشكال العذاب من قهر وظلم وإذلال خلف البوابات السوداء، ولعل أبرز نموذج في الإرادة والصبر الثورة الجزائرية التي تغنى الشعراء بأمجادها، وهذه الأخيرة ارتبطت باسم مفدي زكريا في ديوانه اللهب المقدس. شكل السجن منبعا لشعراء الأمة العربية على مر العصور، فقد استقوا منه نتاجهم الشعري الذي سمي لحقا بشعر السجون الذي مثل عصارة تجربة قاسية عاشها الشاعر في فترة ما، ازداد هذا الفن كثرة في العصر الحديث نتيجة سجن العديد من الشعراء العرب من قبل الإحتلال الأوروبي الذي مس الوطن العربي، وخير مثال يحضرنا في هذا الصدد هو الثورة الجزائرية التي خلدها شعراؤها بقصائدهم. جسد ديوان اللهب المقدس الثورة التحريرية بكل آلمها وآمالها في النصر واسترداد الحرية المسلوبة، حيث خلد مفدي زكريا كل ذلك في قصائده التي قدمها بأسلوب فني واضح وقوي ولغة عربية فصيحة، عكست قدرة الشاعر البلاغية وتعلقه الشديد بالثقافة العربية عموما والإسلامية خصوصا، وذلك من خلال توظيفه للألفاظ والمعاني القرآنية، إلى جانب أسماء الأنبياء والشخصيات الإسلامية والتاريخية، وكذا استقائه من معاني وألفاظ الشعر العربي قديمه وحديثه.