الروابط النصية وأثرها في الإتساق والإنسجام الخطابي -دراسة بنيوية

Abstract

يهدفُ هذا البحثُ إلى إظهار الروابط النصيَّة وتبيان دورها في الاتِّساق والانسجام الخِطابي ، خاصَّةً وأنَّ هذا الموضوعَ جذبَ انتباه علمائنا الأوائل ، وشكَّل جُزءًا مِن اهتماماتهم على المستوى النَّحوي والبَلاغي ، ولقد تعدَّدَت أشكال تناولهم للرَّوابط النصيَّة ، غير أنَّ الملمح الجامع في دِراساتهم ، أنها لم تبلغ العمق والشموليَّة وإنما اقتصَرت على تبيان دور هذه الرَّوابط على مُستوى الجُملة فقط . وقد أعَادت الأبحاث اللُّغوية الحديثةُ إحياء هذا الموضوع مِن جديدٍ ، فكانت مِن جملة الانشغالات التي شملها مجال اللِّسانيات النَّصية مِن خلال الحديث عن آليات التَّرابط والتَّماسك النَّصي ، والذي اتَّضح مِن خلال العديد مِن الأعمال منها ما فصَّله (هاليداي ورقية حسن) في كتابهما (الاتساق في الانجليزية) ومنها ما قدَّمهُ (روبيرت دي بوجراند) في كتابه (النَّص والخطاب والإجراء) . حاولتُ في هذا البَحث الكشف عَن الدور الذي تؤدِّيه الرَّوابط النَّصية في إحداث الاتِّساق والانسجام الخِطابي مِن خِلال التَّطبيق على مدوناتٍ عدَّة ، بدءًا بالقرآن الكريم في سُورة (القصص) ثمَّ حديث الرَّسول صلَّى الله عليه وسلم ثمَّ في الشِّعر الجاهلي والشِّعر العبَّاسي وفي فنِّ المقامَة وفي الشِّعر الحَديث ، فما هِي أنواعُ الرَّوابط النَّصية ؟ وماهو الدَّور الذي تؤدِّيه على مُستوى الاتِّساق والانسجام الخِطابي ؟