التشكيل اللغوي والتمثيل البصري عند محمد بنيس "قراءة في نماذج شعرية"

Abstract

تناولنا في هذه الدراسة القصيدة المعاصرة للتمييز بين أبعادها الفنية، و الجمالية المتزنة و تجاوزاتها التجريبية المندفعة، و المنفلتة من كل القيود، و الالتزامات الفنية المائلة في الصورة الشعرية القديمة، و المتجاوزة للثابت الأدائي الى تطورات اجرائية ينبثق عنها التفرد و التجدد، فخضعت الوسائل البيانية من تشبيه و استعارة، و كناية الى حركة انجازية مستقاة من الوعي الشعري، و اللغوي الخاص، فالتركيب جاء مكللا و مشحونا بالطاقة التعبيرية ذات المنحنى الرمزي، و الطابع التخيلي، فتجاوزت عتبة الأذن و العين بالتنقل عبر مستويات الإدراك الى خيال المتلقي ليكونها بقدرته على التذوق الشعري، و التركيب الايقاعي، مما يسهم في ابراز الدلالة، وهذا هو التشكيل بحلته الجديدة. ثم أن القصيدة في هيئتها الطباعية على الورق، و طريقة الكتابة التي تقدم بها أصبحت ذات جمالي و لها أهداف أسلوبية، و دلالية مهمة، نحاول هذا البحث رصدها و الكشف عن جمالياتها عبر عناصرها المتعددة بداية من طبيعة التنسيق الكتابي بما يتضمنه من توزيع الأسطر الشعرية، و توظيف الفراغ، و حجم الكلمة، أو الكتابة بخط اليد، و تقسيم الصفحة الى مقاطع، و استخدام علامات الترقيم و غيرها من العناصر التي تقدم القصيدة بشكل كتابي كلي مجسد على الورق، فأصبح هناك العديد من المتغيرات التي غيرت في صياغة الشكل، وبالتالي الى قراءة الشكل وفق متغيرات الدلالة التي أثرته بتحويله من مجرد زخرف تزييني الى شكل يحمل بين طياته دلالة فكرية واسعة ذات طابع جمالي.