أدب المقاومة "دراسة في الجذور والآفاق"

Abstract

نستنتج مما سبق أن المقاومة ولدت مع الإنسان، و ظلت ملازمة له منذ نشأة الخليقة، لأنه مخلوق مقاوم بطبيعته و فطرته لكل ما يحسبه عنصرا يعمل ضده، إن كان هذا العنصر ينتمي إلى محيطه، و بيئته أو كان من المجموعات الإنسانية أو الطبيعية الأخرى. إن أدب المقاومة يتجسد في كل كلمة أو نص أو قصية أو رواية أو مقالة أو أغنية أو موقف ثقافي و فكي و أدبي في مواجهة المحتل و الظالم و أعوانه. فأدب المقاومة يتناول أبرز أشكاله و أبرز الشعراء و الأدباء الملتزمون به أمثال شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا و الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش. كان أدب المقاومة بكل ألوانه صورة خالدة لم تتجسد بمعاناة أفراد أو مجموعات حسب، بل تعددت لتستوعب شعوبا و دولا و ربما إمتدادات كبيرة من قارات برمتها. فشرع ذلك الأدب يصور المعاناة و الظلم والقسوة و والوحشية على يد المستعمر من جانب، و الأمل و الطموح و التطلع لمستقبل زاهر مستقل متحرر لتلك الشعوب من جانب أخر. فالأدب المقاوم رسالة الأدباء و الكتاب و المثقفين الملتزمين بالحرية و القيم النبيلة التي نضجت بالوعي و المعرفة المميزة للخير من الشر و الفرح من الحزن، و الأمل من اليأس و القنوط، فكانت الشهادة طريق النصر و العزة و الكرامة...