الأصول الفلسفية للنظم الانتخابية والسلوك الانتخابي: دراسة في المفاهيم والأشكال والنماذج

Abstract

مع إلزام الدول نفسها بناء غرف تمثيلية منتخبة ديمقراطيا، أصبح الانتخاب يشكل قلب الديمقراطية النيابية لإسناد السلطة كآلیة مشروعة لتقسیم المھام بین المجموعات السیاسیة وفقا لأوزانھا النسبیة، ولا يمكن لهذه الغرف أن تكتسب هذه القيمة إلا إذا اقترنت بوجود نظام انتخابي عادل كركيزة أساسية في كل إصلاح سياسي، بل وإن إفساده يؤدي إلى إفساد الديمقراطية وانحطاطها. ومجمل القول، أن النظم الانتخابية بمفهومها الحديث وتعدد تقنياتها تعد من المواضيع الحديثة التي شكلت ثورة كبرى أواخر القرن التاسع عشر بدول أوروبا الغربية، وأضحت فلسفة انتقائها تشكل أحد أھم القرارات لأي نظام دیمقراطي، كونها صاحبة الاختصاص في توسیع أو تضیق دائرة المشاركة السیاسیة، وذالك بفرض إستراتیجیة معینة إما ضمانا للتداول السلمي على السلطة بین النخب السیاسیة أو لإعادة إنتاجھا من جدید، فهذا الحدث الكبير في عالم النظم الانتخابية سمح لها أن تحتل مكانة هامة في دراسات العديد من الباحثين من علماء السياسة وفقهاء القانون، سواء من ناحية أصولها الابستمولوجية أو فلسفة نماذجها الفكرية.