الجباية الخضراء كآلية قانونية للتأهيل البيئي للمنشآت المصنفة في الجزائر

Abstract

يلقي البحث الضوء على الجباية الخضراء باعتبارها أحد أهم الوسائل والآليات المستحدثة لحماية البيئة من الاخطار التي تهددها خصوصا تلك الناتجة عن المنشآت المصنفة والتي يعد نشاطها خطرا على البيئة بطبيعته، فهو يلفت النظر الى دور الجباية الخضراء في التأهيل البيئي للمنشآت المصنفة بما يتماشى وتحقيق أهدافها الاقتصادية من جهة دون إغفال الاهتمام بالجانب البيئي من جهة أخرى. وفي المقابل فهو يثير النقاش عن أهم الأساليب التي ترتكز عليها الجباية الخضراء في تأهيل المنشآت المصنفة والتي تتراوح بين الأسلوب التحفيزي الذي يهدف إلى تشجيع المنشآت المصنفة على الحفاظ على البيئية من خلال مختلف الإعفاءات الجبائية، والحوافز المادية الأخرى، وبين الأسلوب الردعي الذي يعتمد في تأهيله للمنشآت المصنفة على مختلف الضرائب والرسوم التي تثقل كاهل هذه المنشآت بهدف الحد من التلوث والاستنزاف الخطير للثروات الطبيعية. لينتقل البحث في جزئه الأخير - من خلال النتائج المتوصل إليها - بالشرح والبيان لمختلف النقائص والصعوبات التي تعترض هذا النوع من الجباية، وليطرح بعض الحلول التي يراها كفيلة بأن تعيد لهذا النظام الجبائي قوته وحيويته، والتي منها وجوب توفر الإرادة الفعلية لتجسيد الجباية الخضراء على أرض الواقع والارتقاء بها لمستوى التحديات المفروضة خصوصا من جانب المشروعات التي يعد نشاطها خطرا على البيئية والتي صنفت من أجله على أنها نشاطات ضارة بها، بالإضافة إلى تفعيل الجانب التوعوي والإعلامي لتنوير الجمهور وأصحاب المنشآت بأهمية الجباية الخضراء في تحقيق مصادر تمويل إضافية للخزينة العمومية توجه لحماية البيئة، وكذا إعمال الجانب التحفيزي بجد لتشجيع المنشآت المصنفة على الاعتناء بالبيئة، بالإضافة إلى إعادة النظر في الجانب الردعي من خلال تغليظ معدلات الجباية الخضراء على المخالفين بما يتماشى وطبيعة الضرر البيئي، وهو ما يمثل آفقا مستقبلية لنظام الجباية الخضراء لتأهيل المنشآت المصنفة تؤدي به من مجرد المطالبة بالحق في البيئة إلى تكريس الجودة في البيئة.